Wednesday, 22 June 2011

أحداث غير اعتيادية في شارع بورسعيد

مكان الأحداث: على امتداد شارع بورسعيد ، أحد الشوارع الرئيسية بمدينة الاسكندرية و الذي يمر في قلب عدد كبير من أحياء المدينة
تاريخ الاحداث: ما بين الساعة الثانية ظهراً و السابعة مساءاً ، يوم ال25 من يناير لعام 2011

-----------------------------------------------------
شخصية رقم 1هو رجل في العقد الخامس من العمر ذو شعر شائب و يعتمد في مشيته على عكازين أصبحا هما صديقيه المقربين لمدة 9 أعوام ماضية منذ أن تعرض لحادث مشئوم أثناء عمله على أحد خطوط الترام بالمدينة.
كان متجهاً للمحكمة لمتابعة قضية التعويض الذي أذلته الحكومة من أجله عندما لاحظ تواجد كثيف لقوات الأمن و عدد قليل من الشباب يقف داخل حديقة ميدان المنشية منخرطين في أحاديث جانبية..اتجه إليهم و لاحظ أن معهم بعض اللافتات المغلقة التي لم يرفعوها بعد.
عند اقترابه منهم، لاحظ الذعر على وجوه بعضهم و التفاؤول على وجوه آخرين..سألهم بسذاجة:"هو في ايه؟" فأخبروه بالحكاية..بأنهم سأموا هذا النظام..أنهم يريدون الكرامة..و يريدون الحياة الكريمة لأبناء أرض مصر...صاح أحدهم:"يلا؟" فجاءته أصوات كثيرة أن توكل على الله...رفعوا الشاب على أكتافهم و في لحظات إلتفت رجال الأمن حولهم و أغلقوا مداخل و مخارج الحديقة الصغيرة..اندفع الشباب إليهم و بعد استخدام ملحوظ لقوة الدفع إنفك الحصار و انتشر المتظاهرون بالشارع..انفتح الطريق أمام عجوزنا العاجز فخرج يمشي وسط العدد الذي تزايد بشكل ملحوظ في وقت قليل جداً..كان منتشياً بالحماس الذي يأتيه من كل جانب. سأل شاباً يمشي بجانبه "على فين دلوقتي؟" فقال له "شارع بورسعيد إن شاء الله" نظر حوله مرة أخرى متأملاً الوجوه ثم تمتم في نفسه توكلت على الله..و بدأ في الهتاف مع الهاتفين"يسقط يسقط حسني مبارك"


شخصية رقم2
كان يتأمل ملابسه البالية القذرة و قدميه العاريتين في زجاج إحدى السيارات التي تركها صاحبها تحت علامة ممنوع الوقوف عندما سمع ذلك الهتاف العظيم "عيش..حرية..كرامة انسانية"
كان يعرف كلمة كرامة من تنصته على أحاديث المثقفين على المقاهي أو على حوارات الماشين في الشوارع و الذين كان يتسول منهم الأموال.. و لكن بالرغم من ذلك فهو لم يكن يعلم معنى تلك الكلمة.."كرامة" كان يتخيلها دائماً غرضاً ثميناً يلمع كالذهب ولا تقدر الأموال على شراؤه..
كم تمنى لو لم يكن طفلاً يعيش في الشارع..يا ليته كان قد تعلم في المدرسة و الجامعة من بعدها ليصبح موظفاً يمتلك شقة و سيارة و أسرة صغيرة و كرامة...
و لذلك فعندما رأى تلك الأعداد الكبيرة تهتف بأنها تريد الكرامة انضم إليهم على الفور..قد يستغربون ما الذي يفعله بينهم طفل شوارع في ال12 من عمره و قد ينظر البعض له في ريبة..لكنه كان صادقاً حقاً في أنه يريد العيش و الكرامة، زاده إصراراً على المضي معهم ؛ أنهم كانوا قد خلصوه من يد أحد الضباط الذي جره من تلابيبه في شارع فؤاد قبل أن يصلوا إلى شارع بورسعيد و هو يصرخ "مالقيتش علام ولا شغل يا بيه"......."يعني كنت عاوزني أفضل أشحت طول عمري؟؟؟" لن ينسى لهم إنقاذه و لن يتخلى عنهم..كان يرى أن ما فعله من تسلق أحد عواميد النور بمحطة الرمل لإسقاط صورة الرئيس و وريثه عمل بطولي حقاً لأنه رأي الإنبهار في عيونهم و التصفيق الحاد له فرحةً بما فعل...
لأول مرة في ذلك اليوم شعر أنه إنسان..و لذلك عندما وصلت المظاهرة إلى شارع بورسعيد كان هو قد قرر أنه لن يترك تلك المظاهرة إلا عندما يحصل كل شخص فيها على كرامة خاصة به..


شخصيتين رقم 3 و 4كانت قد حملت ابنها ذو ال6 أعوام منذ الصباح الباكر و اتجهت إلى مسجد القائد ابراهيم حيث اتفق المتظاهرون على التجمع.
أرملة هي في ال32 من عمرها مات زوجها في السجن بسكتة قلبية لأنه لم يصدق أن يحدث له ما حدث...كان طبيباً متفوقاً في عمله و على خلق كريم..نشب خلاف بينه و بين أحد جيرانه الذي تصادف أن يكون ضابطاً بجهاز أمن الدولة...قرر الضابط أن يعلمه "الأدب عشان يعرف إزاي يحترم أسياده" على حد تعبيره؛ بأن يبيته في الحبس عدة أيام موجهاً له تهمة حيازة أقراص مخدرة..لم يصمد الطبيب سوى يوم واحد ثم سكت قلبه عن النبض في اليوم التالي..و للأمانة شعر الضابط بالذنب لأنه كان فقط يريد أن "يقرص ودنه" ثم يطلق سراحه..لكن ذلك لم يمنعه من تهديد زوجته و أهله بأن يلزموا الصمت. و قد فعلت..كتمت حزنها في قلبها لمدة عامين لاعنة فيهما سلبيتها و جبنها..و لكن اليوم استجمعت قوتها و قررت النزول مع المتظاهرين ضد عنف الشرطة؛ بل و قررت ان تأخذ ابنها معها..حدثته كثيراً عن ذلك اليوم من قبل أن يأتي و أخبرته انه يجب أن يكون قوياً حتى يأخذ حق أبيه من ذلك الشرير الذي قتله.
اختارت له أن يرتدي قميصاً أبيض عليه وجهاً أصفر مبتسم كنوع من التفاؤل بنتيجة ذلك اليوم. كم كانت فخورة به و هو يمشي هاتفاً "مش هنخاف مش هنطاطي..احنا كرهنا الصوت الواطي" كان هو أيضاّ يشعر بشيء من الإعتزاز بنفسه و أمه تنظر له بفخر.
لم يكن خائفاً اليوم و كم كان يشعر بأنه رجل كبير.
كانت المظاهرة قد وصلت إلى بداية شارع بوسعيد..الأمن يحيط مكتبة الاسكندرية على اليسار و يغلق مداخل مجمع الكليات النظرية بجامعة الاسكندرية على اليمين.
رفعت نظرها بعيداً حيث بدأت العمارات السكنية تظهر في الأفق و رأت الناس يتجمعون في شرفاتهم و ينظرون إلى مصدر الهتاف...تنهدت بشيء من القلق ثم همست قويني يا رب


شخصية رقم 5 (المشهد الأول)
إمراْة عجوز هي...تتمتع بصحة جيدة جداً إذا ما قورنت بالأخريات من نفس سنها..كانت تجلس بمنزلها بمنطقة سيدي جابر..منزل قديم يقع في شارع صغير متفرع من شارع بورسعيد، لا يطل عليه مباشرة و لكنها إذا وقفت في شرفتها تستطيع ان تراه بوضوح.
كانت تجلس أمام تلفازها العتيق تطالع الأخبار على القنوات المختلفة، مصرية (رسمية-خاصة) ؛ عربية و عالمية أيضاً.
استغربت جداً تضارب الأخبار هنا و هناك..أحياناً تقول لنفسها أنها مظاهرة كغيرها من المظاهرات التي تعودنا عليها في الأعوام السابقة و سيتم تفريقها في نهاية الأمر. و لكن في إذا طالعت قنوات أخرى أحست ان هناك شيء ما مختلف هذه المرة. رأت خبراً في إحدى القنوات العربية أن عشرات الآلاف من المتظاهرين بالاسكندرية يتحركون بحرية داخل شارع بورسعيد بعد أن فشل الأمن في إيقافهم و السيطرة عليهم...سمعت آذان العصر فقامت لتصلي...احميهم يا رب...هكذا قالت.


شخصية رقم 6
ما أن سمعت هتاف "انزل يا مصري" حتى قبلت صليبها و خرجت مسرعة من المنزل قبل أن تلاحظ أمها...فبعد أن فاتحتها هي و ابيها في خروجها للمظاهرة التي أعلن عنها من قبل كانت الإجابة قاطعة "أبونا قال ماحدش ينزل" و لكنها الآن كانت قد نزلت...
هي الآن تقف أمام باب العمارة الواقعة في حي سبورتنج لتشاهد المظاهرة العملاقة التي لم تر مثلها من قبل...وقفت مذهولة لا تصدق ما تراه...كانت قد انتوت أن تنزل لتشاهد المظاهرة من قريب لبضعة دقائق ثم تصعد مرة أخرى قبل أن تلاحظ أمها غيابها..و لكنها الآن بدأت في التحرك مع المتظاهرين بعد أن غلبها حماسهم..
"علي و علي و علي الصوت...اللي هايهتف مش هيموت" هكذا كانت تهتف معهم...اليوم شعرت أنها مواطنة من الدرجة الأولى..أنهم أصبحوا كلهم يدينون بالمصرية بدون أي تصنيف إسلامي أو مسيحي..لم تشعر بنفسها إلا و هي أمام بقالة أبيها..حاولت الإستدارة سريعاً حتى تخفي وجهها لكن شاباً ينظر في هاتفه النقال اصطدم بها فسقطت أمام أبيها تماماً عندما كان يغلق بقالته فصرخ فيها "انتي بتعملي إيه هنا؟؟؟ إيه اللي نزلك؟؟" أغلق القفل سريعاً و أمسك بيدها و تحرك في الإتجاه المعاكس للمظاهرة أخذ يشق الطريق بصعوبة و هو يجرها خلفه..احنا مالناش نزول انهاردة خالص...عاد بها إلى المنزل و انتهى حلمها الجميل..


شخصيتين رقم 7 و 8
أغلق الرجل العجوز بقالته الواقعة بمنطقة كليوباترا و اتجه سريعاً إلى منزله المجاور لها حيث يقوم بتخزين بضاعته..لم يكن مصدقاً لأعداد المتظاهرين الكبيرة التي ملئت شارع بورسعيد..دخل المنزل مسرعاً و نادى على ابنته ذات ال28 ربيعاً. أخذا يحملان صناديق المياه المعدنية ووقفا في شباك الشقة الواقعة بالطابق الأرضي و أخذا يوزعان عبوات المياه على المتظاهرين حتى نفدت كل العبوات الموجودة في المنزل و لم ينتهي المتظاهرون.
نظر لابنته الجميلة ثم داعب شعرها و قال"ياه لو يجيلك عريس راجل من الولاد دول؟ دة أنا اجوزهولك على طول حتى لو معهوش ولا مليم" فترقرقت عيناها بالدموع و هي تشير بيدها بلغة الصم و البكم (يا رب)


شخصية رقم 5 (المشهد الثاني)
سمعت العجوز جلبة تأتي من الشارع لم تميز منها سوى كلمات قليلة متقطعة "اقف هنا......وانت.........الرشاش كده.........أبواب العمارات كلها تتقفل......"
خرجت إلى شرفتها فرأت أعداد غفيرة من قوات الأمن المركزي يغلقون عنق الزجاجة ما بين نهاية شارع بورسعيد و المنطقة الواسعة الواقعة أمام مستشفى القوات المسلحة بسيدي جابر.
اصطف العسكر بأسلحتهم وورائهم مدرعتين يعلو كل منهما مدفع رشاش يجلس خلفه أحد العساكر.
هالها المشهد حقاً فهي لم ترى مثله من قبل.
"استر استر يا رب" هكذا قالت بصوت قلوق مرتعش.


شخصية رقم 9
كان هذا الفنان التشكيلي ذو ال23 عاماً يعيش أفضل لحظات حياته..كان هذا حلمه منذ سنوات مبكرة من عمره أن يتحرك الناس مطالبين بحرياتهم و ألا يقبلوا بتوريثهم كالعبيد.
كان قد حضر اليوم مبكراً مع زملاء عمله لكنه فقدهم في منطقة الشاطبي عندما دخل بقالة صغيرة ليشتري عبوة مياه. أصبح وحده من الشاطبي حتى وصوله إلى منطقة سيدي جابر لكنه للمرة الأولى في حياته كلها التي لم يشعر فيها بالوحدة. لم يشعر بالسعادة أكثر من تلك اللحظة التي كان هتافه فيها يذوب مع عشرات الآلاف من أصوات الحناجر التي تحيط به كأنها بركان يثور.
بعد عن عبر منطقة سبورتنج وقف على صندوق أعلى الرصيف ليلتقط بعض الصور، نظر أمامه فرأى المتظاهرين يملأون شارع بورسعيد حتى نهاية نظره؛ فنظر خلفه و تكرر المشهد.
أخرج هاتفه البلاكبيري ليطالع الأخبار على الفيسبوك و كتب جملة صغيرة "ما أراه أمامي الآن يجعلني أتساءل إذا كان علينا الآن التوقف عن استخدام كلمة متظاهرين و البدء في استخدام كلمة ثوار؟" و لكن جاءته الردود مستنكرة جداً...يا عم لسة قدامنا كتييييير عشان نفكر نثور...احنا مش زي تونس.
لكنه كان متفائلاً جداً عندما رأى عجز الأمن عن التعامل مع أعدادهم الكبيرة بعنف ثم اختفاءه تماماً منذ وصول المظاهرة الكبيرة إلى شارع بورسعيد.
كان قد وصل إلى الصفوف الأولى من المظاهرة عندما كانت منطقة سيدي جابر بدأت في الظهور بالأفق..كان يبحث عمن أتى اليوم معهم لكنه لم يجدهم...مش مشكلة قال لنفسه..لست وحدي اليوم.



نهاية البداية
عندما توقفت المظاهرة العملاقة أمام الحائط الأمني بسيدي جابر بدأ الهتاف "سلمية سلمية" لكنه لم يكتمل...صرخ الضابط بسرعة "إضرب" فارتفعت أيدي العسكر بالهراوات لتنزل على رؤوس الجميع..لم تفرق بين شاب أو عجوز أو امرأة...
إلتفت المتظاهرين للخلف و بدأوا في الجري و ارتفع الصراخ..كانت المظاهرة محاصرة من الخلف أيضاً..كان هذا هو الفخ الذي نصبوه لهم...لم يجدوا سوى الشوارع الجانبية الصغيرة ليحتموا بها من قنابل الغاز و الصوت المزعج لرشاشات الرصاص المطاطي..
هذه أرملة شابة محبوسة بين اندفاع المتظاهرين و بين سيارة تقف في الممنوع..تصرخ من الألم و هي تمسك بيد ابنها الصغير الذي هبط تحت السيارة بفعل اندفاع الناس...فتاة شابة سقطت على الأرض تدوسها أقدام الفارين من الفخ....حملها شاب و هرب بها بها إلى الشارع الجانبي لكنه أسقط هاتفه البلاكبيري لينكسر تحت الأقدام..رجل عجوز تكسرت عكاكيزه فجلس يبكي على الأرض..يبكي لأنه لا يستطيع الهرب، كان يبعد كل من يحاول مساعدته و يصرخ "هاموت هنا خلاص"
بدأت أبواب العمارات في الشوارع الجنبية تنفتح و يطل منها أحد السكان على استحياء صارخاً "ادخلوا ادخلوا" ثم يغلق الباب عندما يصبح العدد بالداخل كاملاً، فيتجه المتبقين إلى العمارة التي تليها و هكذا... وهكذا تفرق الجمع المهول في دقائق معدودة


شخصية رقم 5 (المشهد الثالث)
اندفعت العجوز إلى الشارع حاملة حقيبة الإسعافات الأولية، ترتدي روب المنزل و على رأسها غطاء رأس وضعته على عجل؛ دل على ذلك خروج شعرها من جوانب رأسها..لم تتجه لشارع بورسعيد، بل ظلت بشارعها الجانبي الصغير الكئيب الذي اختبأ به المصابون.
أخذت تميل على هذا المصاب و ذاك و توزع على من حولهم الأدوات اللازمة لوقف النزيف و مداواة الجرح..كانت تبكي..في حالة هستيرية تتمتم "استر يا رب...ليه يا ولاد الكلب؟؟...احمي ولادنا يا رب.."
و بعد أن نفدت حقيبة الإسعافات الأولية من محتوياتها؛ ظلت واقفة في منتصف الشارع تبكي و تسد أذانها حتى لا تسمع الصوت المزعج لإطلاق النيران..


شخصية رقم 10
بعد الإختباء بإحدى عمارات الشوارع الجانبية...بدأت البنات في البكاء، طلب منهم الرجل الذي فتح لهم باب العمارة أن يصعدوا ليجلسوا مع زوجته و بناته إن أردن حتى ينتهي الأمر و يصبح الخروج آمناً...لم يتوقف صوت إطلاق النيران...و كان هذا الشاب يغلي من الغضب..
كان يرى المصابين يتهافتون على مدخل العمارة ينزفون دماءهم الغالية.
بعد غلق باب العمارة كان يسمع الصراخ بالخارج و طرقات المذعورين على الباب أن افتحو لنا..إلحقونا.
بعد قليل من الوقت فتح أحدهم الباب و خرج...فخرج بعده ليرى آخر التطورات..كان شارع بورسعيد خالياً بينما يطارد العسكر الهاربين في الشوارع الجنبية التي أصبحت مركزاً لإلقاء الحجارة على الأمن المركزي.
حاول إيجاد طريق للهرب لكنه كلما اتجه إلى شارع وجد الجنود يطاردون أحدهم فاعتقد أنها النهاية و لا مفر من المعتقل أو الإختباء كالجبناء حتى ينتهي الأمر.
فجأة ظهرت سيارة ملاكي قديمة قادمة من من شارع صغير يبدأ عند الكورنيش. فقامت امرأة عجوز ترتدي روباً منزلياً و كانت تعالج أحد المصابين و صرخت فيهم "الشارع ده مش مقفول طالما في عربية دخلت" فاتجه الناس إلى ناحية الكورنيش و هو معهم..لم يتوقف هاتفه عن الرنين لكنه لم يجد أي رغبة في إجابة المتصلين الكثيرين بعد أن أصابه الإحباط.
عندما وصل للكورنيش بدأ في الإتجاه شرقاً إلى منزله مشياً على الأقدام..و لكن سرعان ما تلاشى إحباطه عندما بدأ يستمع إلى هتاف يأتي من بعيد "سلمية..سلمية" نظر خلفه.. فرأى أن المتظاهرين بدأوا في التجمع مرة أخرى و بدأ الناس يركنون سياراتهم و ينضمون إليهم..عاد إليه أمله و اتجه ناحيتهم بسرعة...لقد حان وقت التنفيس عن الغضب مما حدث...لن نستسلم لهم...لقد فاض الكيل..الشعب يريد إسقاط النظام