Thursday, 5 November 2009

كل عام..في شرفتي


كل عام يعود الشتاء..

موسمي المفضل و المحبب..

و لكن كل عام يعود معه هذا الشخص..أو الشيء..

يحاول سرقة نشوتي بالمطر..

لا يأتي إلا ساعة نومي..عندما يحل الظلام..

و عندما يعمّ الهدوء..

أسمع صوت جسده يتحرك ببطء في شرفتي..

يبدأ محاولاته في خلع باب الشرفة..

يريد أن يدخل إلى غرفتي..

كل عام يرغب في الإقتحام..

كل عام يرغب في إغتيال فرحتي بالشتاء..

تتوقف محاولاته مع الباب...

هدوء قليل..

ثم أسمع صوت جسده الرخيم..

يتحرك ببطء على أرض الشرفة..

ماذا يفعل ذلك المقتحم الأحمق ؟؟ أن يدخل زاحفا من تحت الباب ؟؟

ياله من شخص أحمق..غبي..

أتذكره منذ 20 عام..تتكرر نفس محاولاته الفاشلة كل يوم من شتاء كل عام..

تتكرر بترتيب ممل..كل عام..و أظل أنا على حبي للشتاء كل عام..

لكان هذا العام..قررت أن أواجهه..

سوف أصرخ في وجهه أن يرحل..

ألا يعلم أنه إذا طلب الدخول منذ البداية لسمحت له ؟

لكنه أصر على الاقتحام..أصر على الوقوع في الذنب..

اقتربت من باب الشرفة..

مددت يدي إلى المقبض..أدرته..

فتحت الباب سريعا لتكون المفجأة..

اندفع إلي سريعا لاطما وجهي..

استنشقته بقوة..فاقتحم رئتيّ بذلك الشعور المنعش...

يالغبائي...

لم يكن أبدا شخص أحمق..

كان هواء ليل الشتاء المنعش طوال هذه الأعوام..

لم يكن يريد سرقة فرحتي بالشتاء..بل كان يريد أن يذيقني ما هو أجمل منها..

يا لغبائي..

اعتقدته مجرم غبيّ أحمق يتبع اسلوبا واحدا منذ 20 عام...

و كان هو كريما عنيدا صبورا..رغم حماقتي و معاندتي و غبائي

أصرّ أن يتفضل عليّ بما هو أجمل من المطر..

هواء ليل الشتاء في مدينتي..حبيبتي..الاسكندرية

1 comment: