فكة عشرين

امبارح كنت في التاكسي رايح مشوار...و ساعة الإشارة ما قفلت كان التاكسي ماشي في الحارة اللي جنب الرصيف على طول ، وقفنا...اتفتح الباب اللي جنب سواق التاكسي اللي قدامنا على طول و نزل منه ست كبيرة في الحجم و السن و ماسكة في ايديها عشرين جنيه ورقة واحدة ، واضح انها كانت عايزة تحاسب السواق بس معهاش فكة .

جت ناحيتي و نزلت لمستوى الشباك و سألتني : " معاك عشرتين ؟ " على طول نفيت عني التهمة دي ، و السواق كمان أصر على الإنكار... قعدت تبص حواليها شوية و بدأت تسأل الناس اللي ماشية على الرصيف... بس مفيش حد عايز يعترف... كإن فكة عشرين دي هي الجريمة الكاملة و اللي ارتكبها عمره ما هيتمسك...

كانت خلاص ، شوية و هتعيط...

أخيرا و بعد شوية ، في واحد اعترف ان معاه فكة و طلع من جيبه دليل الإدانة كمان : خمسة جنيه ورقة واحدة + خمس ورقات من فئة الجنيه + ورقة واحدة بعشرة ؛ بس الورقة دي كانت قديمة شوية – مش متقطعة بس قديمة - إداهم للست العجوزة و أخد منها العشرين جنيه .

راحت الست حاسبت السواق بالجنيهات الفكة و رجعت تاني للراجل تسأله : " مفيش عشرة غير القديمة دي ؟ "

قالها : " لا والله ما معايا غيرها . " - أصل الحلفان أصبح عادة مصرية صميمة – مع إنه و هو بيرجع الفلوس في جيبه مابنش منها غير عشرات جديدة... بصت له الست من فوق لتحت باحتقار و كان فاضل تدعيله ربنا يفتحها في وشه بطوبة و يجعل له في كل خطوة بلاعة...

و اخيييييييرا فتحت الإشارة...

فضلت بقية الطريق مستغرب...

هو اللي حصل ده حصل ليه؟؟؟ و الراجل ده ساعدها من قلبه ولا يمكن كان عايز يخلص من العشرة جنيه القديمة ؟؟؟ يمكن... ماهو أصل المصالح الهابلة في مصر بقت فوق كل شيء... و الست ليه عملت معاه كده ؟؟؟ دي ماقلتلوش شكرا حتى... مع إنه نجدها في زنقتها...

و في الاخر يقولك الفساد و الحكومة وحشة و بوظت البلد... قل لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .